الإعلان عن النتائج العلمية لمشروع النهضة لأبحاث الحيتان والدلافين

الإعلان عن النتائج العلمية لمشروع النهضة لأبحاث الحيتان والدلافين











4/20/2011


مسقط، - ش

أعلنت جمعية البيئة العُمانية في بدايات هذا العام، وبالتعاون مع رئيس
مشاريع البيئة البحرية في جمعية البيئة العُمانية روبرت بولدوين، عن
اكتشافها وجود فصيلة من الحيتان التي تستوطن المياه العُمانية والتي تتميز
بكونها معزولة ومستقلة جينياً عن بقية فصائل الحيتان في العالم، وعلى إثر
ذلك قامت اللجنة الدولية لصيد الحيتان بتمييز هذه الفصيلة من خلال تسميتها
"بالحوت الأحدب العربي".

تم ضمن مشروع النهضة لأبحاث الحيتان والدلافين، تخصيص مجموعة من خبراء
وعلماء جمعية البيئة العُمانية للعمل على تنفيذ دراسة ميدانية تتعلق
بتسجيل وتوثيق سلوكيات وتصرفات الحيتان الحدباء العربية مع جمع عينات من
الحمض النووي لها، وتسجيل أصواتها والتقاط ما يزيد عن 10,000 صورة فردية
للحيتان لتمييزها ودراستها.

وقد تبين من خلال هذه الدراسات المعمقة أن هذه الفصيلة هي الوحيدة في
العالم التي تفضل البقاء والتكاثر في منطقتها بدلاً عن الهجرة إلى أماكن
بعيدة بحثاً عن الطعام والتزاوج، ولقد أثارت هذه الحقيقة العلمية الجديدة
اهتمام العديد من العلماء ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم. ويفسر
روبرت بولدوين ذلك بقوله "إن استقلالية هذه الفصيلة ليس هو الشيء الوحيد
المميز لها، بل هشاشة وحساسية هذا التجمع من الحيتان، التي تبين لنا من
خلال الأبحاث أنها ربما تكون أصغر تجمع للحيتان في العالم".

وبهدف تقديم المزيد من المعلومات عن الحيتان الحدباء العربية، سيقوم روبرت
بولدوين من جمعية البيئة العُمانية، بتقديم محاضرة علنية حول نتائج أبحاثه
ودراساته الأخيرة، وذلك مباشرة بعد عرض هذه النتائج على المحافل العلمية
الدولية أثناء حضوره للاجتماع 63 للجنة الدولية لصيد الحيتان في النرويج
خلال الشهر المقبل.

تتميز بيئة الحياة البحرية العُمانية بكونها من أجمل وأغنى الموارد
الطبيعية في السلطنة، وهذا يستدعي وجوباً ضرورة إعداد أفضل سياسات الإدارة
والتخطيط من أجل ضمان عدم تأثر هذه الثروة الطبيعية الوطنية بحركة التنمية
المتسارعة والشاملة، ولذلك فإن الجهات المعنية باتخاذ القرارات الوطنية
المتعلقة بحماية الموائل الطبيعية والأحياء المستوطنة لها، بحاجة ماسة إلى
الاطلاع على آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية حول تلك الموائل بهدف وضع
أفضل وأنجع سبل الصون والحماية. وحظيت بعثة جمعية البيئة العُمانية لهذا
العام أثناء تنفيذ دراستهم الميدانية بزيارة تشجيعية من قبل ممثلين عن
وزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة الزراعة والثروة السمكية للمشاركة
ضمن فريق العمل، وتوضح المديرة التنفيذية لجمعية البيئة العُمانية لميس
داعر أهمية هذه الزيارة بقولها: "تفخر السلطنة باحتضانها لهذه الفصيلة
النادرة من الحيتان، وتعي تماماً القيمة العلمية والسياحية لهذا الأمر
إضافة إلى أهميته على صعيد الصون والحماية".

وتسعى جمعية البيئة العُمانية من خلال مشروع النهضة لأبحاث الحيتان
والدلافين لدراسة هذه الفصيلة النادرة ومعرفة كل ما يتعلق بها ابتداءً من
الهيكل الاجتماعي لها وخصائصه وصفاته، ومروراً بالموائل المناسبة لها
وكيفية الاستفادة منها، وانتهاءً بأعداد هذه الحيتان وأماكن توزيعها
وانتشارها في السلطنة، إضافة إلى الهدف الرئيسي بتحديد الأخطار التي تواجه
وجودها وبقائها، حيث ستمثل هذه الوفرة من المعلومات ثروة وطنية يمكن
الاستفادة منها لأغراض الصون والحماية إضافة إلى الاستفادة منها كدليل
علمي لتطوير قطاع السياحة البيئية وقطاعات اقتصادية أخرى، كما سيتم
توثيقها لاستخدامها في أغراض الدراسات العلمية وللمتاحف الوطنية.

ويشارك في مشروع النهضة لأبحاث الحيتان والدلافين عدد من أبناء المجتمعات
المحلية، ويبين خبير البيئة البحرية في جمعية البيئة العُمانية والمسؤول
عن العمليات الميدانية للمشروع أندرو ويلسون، ذلك بقوله: "لا بد من إشراك
المجتمعات المحلية في مشروعنا إذا أردنا ضمان بقاء الموائل الطبيعية
للحيتان الحدباء العربية"، ولذلك فقد قام ويلسون بإنشاء شبكة من العلاقات
الاجتماعية الجيدة مع ابناء المجتمعات المحلية من الصيادين وغيرهم
للمشاركة والمساعدة في الدراسات والأبحاث.

وسيساهم مشروع النهضة لأبحاث الحيتان والدلافين الممول من قبل مجموعة
شركات النهضة العُمانية، ومن خلال النتائج العلمية النهائية للمشروع بجذب
المساعدات الدولية للجهود الوطنية لصون وحماية هذه الفصيلة النادرة من
الحيوانات وضمان بقاء موائلها الطبيعية.

ومن المعلوم أن جمعية البيئة العُمانية هي منظمة أهلية لا تهدف الى الربح
تأسست في العام 2004 من قبل العمانيين الذين يمثلون في تعددهم مختلف
المناطق وخلفيات مهنية مختلفة. وتهدف جمعية البيئة العُمانية الى رفع
مستوى الوعي من خلال أنشطة التوعية حول القضايا البيئية، وتعزيز التعاون
بين المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لتشجيع
المحافظة على البيئة البشرية والطبيعية في السلطنة وإجراء البحوث
الميدانية من أجل المساعدة في توفير المعلومات اللازمة لمتخذي القرار
دعماً لجهود المحافظة على البيئة.